قصص المتفوقين

محمود الصالح

الصف: بكالوريا

المجموع: 2886


قصتي

سنة الشهادة الثانوية العامة كانت نقلة نوعية في منحى حياتي في كل النواحي تقريبا و خصوصا على طريقة تفكيري و قيامي بالأمور.

بدأ الأمر بانشغالي بأولمبياد الرياضيات في الصيف الذي نتج عنه تسجيلي المتأخر قليلا بمعهد النخبة الذي كان له سلبيته الواضحة بوجود قليل من التراكم و التأخير الدراسي لدي و كان له إيجابيته الخفية بدخولي المباشر أوج الجو التنافسي في المعهد الذي كونه أصدقائي في الشهرين اللذين سبقا وصولي.

ساعدتني الإدارة و الأساتذة كثيرا في تجاوز الأمور التي فاتتني و الاندماج في الجو بشكل سريع و ببذل القليل من الجهد استطعت تجاوز التراكم و الانطلاق انطلاقة جيدة نوعا ما.

عملت جاهدا للمحافظة على مستوى جيد ثابت على مدار السنة و ساندني في ذلك الجو التسابقي الذي خلقه نظام المعهد الامتحاني و المقارنات التي لا تحصى التي يثابر الطلاب دوما على التفكير بها و كذلك حبي للمواد الناجم عن شخصيات أقل ما توصف بالرائعة لأساتذتي في المعهد.

اعترضتني ثلاث مشاكل على مدار العام زادت من صعوبة تركيزي بالدراسة ولكنها لم توقفها

أولها كان تغيير منهج الرياضيات و الفوضى التي أحدثها ذلك في صفوف الطلاب و المعلمين - على الرغم من أن التدريب الذي خضعت له في الأولمبياد رفع من مستواي في الرياضيات إلى درجة كنت أرى فيها المنهاج سهلا جدا - إلا أن كثرة تحدث أصدقائي عن صعوبته و ضخامته و الضجة التي أحدثها أدى إلى تشتيت تركيزي عن هدفي قليلا و التوجه نحو الإفراط في دراسة الرياضيات خشية من الغرور و محاولتي لمساعدة كل من أستطيع في دراسة الرياضيات و فهمها

المشكلة الثانية خلقتها الأزمة التي كانت تعيشها حلب في ذلك العام ، اضطررت و عائلتي للنزوح من المنزل الذي نقطن فيه و الانقسام لقسمين أخوتي و أمي الذين اختارو الذهاب إلى بيت جدي حتى تهدأ الأمور ، أما أنا و أبي فسكنا في مكان عمله لكي أستطيع أن ألتزم بدوام المعهد نظرا لأن بيت جدي بعيد جدا عن مكان المعهد و قد خلق هذا الأمر ضيقا كبيرا في الوقت المتاح لي للدراسة في تلك الفترة التي تزايدت فيها التزاماتي بشكل كبير ، فمع اقتراب الفحص النصفي للمدارس و انهائنا لاكثر من نصف المنهاج في المعهد كان الفحص المركزي للأولمبياد قد اقترب كثيرا في فترة أنا لا أملك فيها إلا وقتا يكفي لأحدهما ، و بعد حيرة كبيرة قررت أن أتخلى عن مشاركتي في مسابقة الأولمبياد التي كنت قد تدربت لها لأكثر من عامين ونصف و التركيز على دراستي للشهادة الثانوية ، و على الرغم من التأثير السلبي الكيير لهذا القرار على نفسيتي في بادئ الأمر إلا أنه ملك تأثيرا إيجابيا كبيرا على دراستي في المراحل اللاحقة

المشكلة الثالثة التي واجهتني كانت الضغط النفسي الناتج عن الآمال الكبيرة التي علقها الناس فيني و الأشخاص الكثيرون الذين وضعوني في تحديات أنا لا أرغب خوضها ، و على الرغم من أن هذا الواقع كان سببا لخوفي في اخر الفترات إلا أنه كان حافزا اضافيا - على الرغم من كرهي له - ألزمني بالمثابرة على نية الفوز أخيرا.

تكللت هذه المسيرة في نهايتها بالمركز الرابع على محافظة حلب و الثاني على المعهد بمجموع 2886 و دخولي في السنة التحضيرية للكليات الطبية.

أود أخيرا أن أقدم شكري الخاص لمعهد النخبة متمثلا يإداراته التي دائما ما كانت بمنزلة الأخوة بالنسبة لي و التي ساندتني كثيرا للتغلب على الصعوبات الدراسية و غير الدراسية التي واجهتني و كذلك المدرسين الذين يعدون من أجود المدرسين على مستوى الوطن الذين داوموا على تقديم كل ما كان ممكن و أكثر علميا لي و لأصدقائي في الصف اضافة إلى دعمهم النفسي و تشجيعهم الدائم لنا على مدار السنة.

و أود أن أشكر طبعا أهلي الذين كانوا دوما السند الذي تلقي بنفسك عليه و انت مغمض العينين ، و كذلك أشكر كل من ساهم في وصولي إلى ما أنا عليه الآن و أخص بذلك كل المدارس التي تعلمت فيها و آخرها مدرسة الباسل للمتفوقين و كذلك هيئة التميز و الإبداع التي ساعدتني كثيرا على تطوير تفكيري و شخصيتي في حياتي الثانوية و كذلك كل أصدقائي الذين وقفوا إلى جانبي و كانوا و ما زالوا نعم العون.

تواصل معنا
اتصل بنا: 021-2675583 أسرة النخبة التعليمية حمّل تطبيق الأندرويد