قصص المتفوقين
لمى المصري
الصف: بكالوريا
المجموع: 238.6
قصتي
إن الطموح وقود النجاح والنجاح هو أجمل ما في الحياة، كما أن طريق النجاح طويل محفوف بالتحديات والصعوبات التي لا بدّ من التغلب عليها للوصول الى أهدافنا وتحقيق أحلامنا.
و بهذا الحماس قد بدأتُ بدراسة البكالوريا التي عُرفت بأنها من أصعب المراحل الدراسية في حياة الطلاب، وحرصتُ على الاجتهاد والمثابرة و الالتزام بالمذاكرات وعدم مراكمة الدروس، ولكنني وجدت بعض الصعوبات في مادة اللغة العربية التي اعتقدت أن الحصول على علامة تامة فيها أمر شبه مستحيل وكذلك مادة الرياضيات التي تحتاج لكثير من التركيز والتدريب للقدرة على الحل في وقت قياسي، علاوةً على ضخامة المنهاج وكثافة أفكاره ، وهذا ما زاد التوتر والقلق لدي إلا أنه لم يكن عائقاً لي بل كان دافعاً للاهتمام بهاتين المادتين والتركيز عليهما وعدم تجاهلهما والاستسلام لهذا الأمر، فمن الطبيعي أن توجد بعض الثغرات ولكن الأهم من ذلك هو معرفة نقاط الضعف وتدارك المشكلات كي لا تكون سبباً في تراجعك .
لا أنكر صعوبة هذه المرحلة ولكنها قد أضافت لي الكثير وتعلمت منها العزيمة والأمل والتفاؤل رغم تلك الظروف القاسية التي واجهتنا طيلة العام الدراسي من حروب وقذائف وعطل طويلة وكان آخرها انتشار وباء كورونا الذي أنهى لنا الدوام في شهر اذار وكان ذلك سبباً للملل والتقاعس، إضافة إلى ضغط الدراسة الشديد في تلك الفترة مع الضغط النفسي الذي عانينا منه بسبب تأجيل الامتحانات وحذف بعض الأبحاث من المنهاج وقلق لاقتراب الامتحان وغيرها، ولكننا استطعنا تجاوز تلك العقبات بمساعدة جميع المدرسين في فترة الانقطاع وإجابتهم عن استفساراتنا مهما كانت بسيطة ومساعدة المدرسة لنا بإرسال المذاكرات وسلالم التصحيح وبرامج لتنظيم الوقت الذي علينا أن نستغلّه بحده الأقصى لأن ضياع الوقت يعني ضياع العمر وما مضى منه لا يُعوّض، وبالطبع كان الدعم الأكبر هو دعم عائلتي لي كي أتحلى بالصبر والإصرار لإكمال الطريق الذي اخترته للوصول إلى الهدف، كما أن الأمل موجود دائماً وعلى الإنسان أن يبقى إيجابياً متفائلاً في جميع الأحوال، فالتفاؤل يعطيك القوة لتصنع المعجزات بإرادتك الصلبة وتفتخر بالإنجازات التي حققتها.
وهكذا مضى العام و وصلنا إلى الأيام الأخيرة وهي أيام الامتحانات الحاسمة التي تفصلنا عن مستقبلنا ومصيرنا، وقد كانت أياماً صعبة ممزوجة بالسعادة وأنا أنهي مادة تلو الأخرى وأشعر بأنني أقترب من النهاية التي سعيت إليها عاماً كاملاً، و بالرغم من التوتر الذي رافقني طيلة أيام الامتحان لكن بفضل الله تعالى وتوفيقه استطعت أن أجتازه وأنا راضية كل الرضا عن أدائي وكنت واثقة بأن الله تعالى سيكرمني بما أستحقه. 
وأخيراً جاءت اللحظة المُنتظرة وهي لحظة إصدار النتائج والحمدلله استطعت أن أقطف ثمار جهودي وأنهيت هذه الرحلة الشاقة بمجموع 238.6 وحصلت على علامات تامة في جميع المواد عدا مادة الفيزياء رغم أن جميع اجاباتي كانت مثل سلم التصحيح ولكن قدّر الله وما شاء فعل، وقد كانت من أجمل اللحظات التي شاركتها مع عائلتي وأصدقائي. 
وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لعائلتي الرائعة التي هي أغلى ما أملك، ولأسرة النخبة التعليمية ولجميع المدرسين على جهودهم التي تكللت بالنجاح والتميز، ولأصدقائي ورفاق دربي الذين شاركوني تلك الأيام بحلوها ومرها.