قصص المتفوقين
مصطفى نصر
الصف: بكالوريا
المجموع: 238.8
قصتي
نسجت شمسي خيوطها حينما أقبلت على دنياي صباح السبت بتاريخ 3/5/1997 ،
استقبلت بفرحة عارمة من قبل والدي اللذين ساعداني على شق طريقي إلى درب العلم فدخلت الروضة في الرابعة لألتحق بعدها بالمدرسة الأبتدائية في عمر السابعة و قد أنهيتها بعلامات كاملة و عندها بدأت المرحلة الإعدادية بدأ الأمر أكثر صعوبة و لكن بتوفيق من الله و دعم من والديّ أنهيت الصفين السابع و الثامن بعلامات تامة في جميع المواد و عندما صرت في الصف التاسع لم ألتحق بمعهد و لكني كنت واثقاَ بالله تعالى و واظبت على الدراسة و تنظيم الوقت فكانت نتيجتي ممتازة فقد حصلت على مجموع قدره 304 من 310 و بعدها تقدمت إلى مدرسة الباسل بعد اختبار اجتزته بمعدل 98% و لكن بسبب الأوضاع الأمنية اضطررت النزوح إلى مناطق ريفية لم تصل إليها نيران الحرب آن ذاك و قد انقطعت عن المدرسة عاماَ كاملاَ أنهيت فيه كتاب علم الأحياء البكالوريا محاولاَ الإفادة من أكبر كم من المعلومات و في العام الذي يليه استطعنا أن ننزح إلى مكان أكثر قرباَ لثانويتي التي بدأت أداوم فيها وقد نصحني صديق لي أن ألتحق بمعهد النخبة الذي كان بعيداَ عن مكان إقامتي و لكنني أصررت على أن أداوم فيه لِما فيه من كادر متميز كالأستاذ عمر أبو دان في الفيزياء و الأستاذ سليم أبو حسان في الرياضيات و غيرهما الكثير و قد كان التنظيم السمه الأساسية في برنامج المعهد بما فيه من دروس و اختبارات ، فقد كان الدكتور فادي أبو دان يستمع لمطالبنا و يقدم النصائح لنا و لعل أبرز سمات المعهد المتابعة المتواصلة لعلامات الطلاب و التقارير الشهرية ، و من أكبر الصعوبات التي واجهتني هي أنني كنت أعيش مع عائلتي في عيادة طبية مستأجرة و هي عبارة عن غرفة واحدة في طرفها لمكان صغير لمعاينة المرضى لا يفصلها عنها سوى نصف ساتر و لذلك قد اضطررت إلى الدراسة مع عائلتي في هذه الغرفة على الرغم من الضوضاء خصوصاَ عندما يزورنا أحد الأقارب ، فقد كان عليّ التركيز و تجاهل الأحاديث الذي تدور من حولي حتى انني كنت في كثير من الأحيان أضع سدادات الأدنين لحجب الصوت و التي كانت مؤلمة و مزعجة في الوقت نفسه ، و في أحيان أخرى كنت انتظر حتى ينام الجميع لأدرس تحت ضوء خافت كي لا أوقظ أحد ...
و لكنني في ظل هذه الظروف كنت متوكلاَ على الله و واثقاَ به و قد وقف والديّ إلى جانبي و حملا معي الأعباء التي كنت أحملها و استطعت أن أوفق بين دوامي في المعهد و دوامي في المدرسة في آنٍ معاَ ...
و عندما أتت الامتحانات النهائية كنت مستعداَ لها أتم الاستعداد بسبب كثرة الاختبارات التي مررت بها أثناء دوامي في معهد ( النخبة ) و الذي قضيت فيه أجمل أيامي مع أصدقائي فقد كنا ثلاثين أخاَ نقضي الأيام سوياَ ..
و في نهاية العام حصلت بفضل من الله على مجموع 238.8 من 240 بترتيب الثاني عشر على حلب و قد كانت نتيجة مشرفة تكللت بها سنة كاملة من التعب ...
و الآن دخلت السنة الطبية و كليّ أمل بأن أتابع مسيرتي بإذن الله حتى أبلغ غايتي ...
مصطفى النصر