خواطر
لمساعدتك على التميز
نشر بتاريخ 10/06/2016
الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك
يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت
 يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع
 الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي فقير يمر ليأخذه.
 
 وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار
 امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول &rdquo الشر الذي تقدمه
 يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!&rdquo ..كل يوم......
 كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات
 &rdquo الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود
 إليك!&rdquo،
 
 بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان
 بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:&ldquoكل
 يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا
 يقصد؟&rdquo
 
 في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت &rdquo سوف أتخلص من هذا
 الأحدب!&rdquo ، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي
 صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها
 في الارتجاف &rdquo ما هذا الذي أفعله؟!&rdquo.. قالت لنفسها فورا
 وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز
 آخر ووضعته على النافذة.
 
 وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم &rdquo الشر
 الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!&rdquo
 وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل
 المرأة.
 
 كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء
 لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولسنوات
 عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته
 لها سالما،
 
 في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب
 البيت مساء وحينما فتحته وجدت &ndash لدهشتها &ndash ابنها واقفا
 بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا
 ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال &rdquo إنها لمعجزة وجودي هنا،
 على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء
 لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب
 بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر
 الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي
 قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي
 اكبر كثيرا من حاجته&rdquo
 
 بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وظهر الرعب على وجهها
 واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم
 صباحا!!لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي
 أكله ولكان قد فقد حياته!
 لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب &rdquo الشر الذي تقدمه يبقى
 معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!&rdquo..
 
 المغزى من القصة :
 
 افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها