نصائح

نشر بتاريخ 29/04/2021

أم أُمّية حُرمت من الدراسة، ابنها دكتور في هندسة علوم وتكنولوجيا النانو من جامعات أوروبية مرموقة

"كنت أريد أن أفهم لماذا قاتلت تلك الريفية من أجل تعليمي أنا واخوتي مع ضيق الحال الذي كنا نعيش فيه؟

ولماذا استدانت من البعيد والقريب من أجل الإستثمار في التعليم؟

 

فأنا شخصيًا كنت غير راغب إطلاقًا لأن أكمل تعليمي، وكان الأفضل للأسرة أن أعمل وأعين الوالد والذي دخله لا يكفي لتعليم فرد واحد فما بالكم ب 5 في مراحل تعليم مختلفة. 

 

نشأت أرى أمي تخرج للعمل في الأرض بجوار والدي، رأيتها تتاجر في كافة أنواع البضائع وتذهب للأسواق، رأيتها تعمل بالبيت حتى الثالثة صباحا لتجني فتاتًا يكفي بالكاد شراء الدفاتر والأقلام.

 

كنت أريد أن أعرف لماذا كان كل هذا الدخل المتواضع موجه للتعليم وفقط، أي أكل أو شرب أو ملابس تأتي في الدرجة الثانية، كان والله لا صوت يعلو في البيت إلا صوت الكتاب والورقة والقلم، أنا فقط أريد أن أفهم؟!

 

جاوبتني رحمة الله عليها "هريحك فحياتك ومستقبلك... فضمان خروجك من دائرة الفقر والجهل مرهون بالتعليم... ولكي لا تتكرر القصة التي حصلت معي عندما حرمني أبي من الذهاب إلى المدرسة"

 

إنه الدكتور رمزي عبد العزيز

 

مصري الجنسية، حاصل على درجة الدكتوراه في هندسة علوم وتكنولوجيا النانو من كلية الهندسة جامعة كيل- ألمانيا وحالياً مقيم بفنلندا 

 

عمل خلال دراسته في أعمال عديدة وشاقة ليساعد في تأمين مصروفه الدراسي، أبرزها في معمل مواد كيميائية أثناء فترة دراسته الجامعية لمدة تتجاوز 12 ساعة يومياً

 

وبعد تخرجه سعى للعمل في نفس المعمل ولكن كمهندس كيميائي ولكن تم رفضه بحجة كيف لعامل سابق أن يكون رئيسًا على زملائه السابقين!

 

ويعلق الدكتور:"...وسبحان الله؛ بعد خروجي رآني مهندس كيميائي فأمسك بشهاداتي وقلب فيها ثم قال: يا دكتور مكانك مش هنا!

 

أقسم بالله ناداني بلقب دكتور وأنا في نفس اليوم عامل يقف على مزراب بالمعمل! 

 

كلمات هذا الرجل المحترم كانت كالبلسم تضمد الجراح...استمات أن يقنعني بأن هذا المعمل زريبة مقارنة بمستقبلي في الخارج"

 

تخرج رمزي من قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة الأزهر عام 2002 بتقدير إمتياز وحصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة عام 2006 

 

ونظرًا للأهمية البالغة للمواد النانونية، أراد ربط أبحاثه العلمية حيث كانت ألمانيا هي الحاضن الأساسي لأفكاره وأبحاثه في علوم وتكنولوجيا النانو.

 

في عام 2009م حصل على #منحة_دراسية بتمويل كامل من ألمانيا للحصول على الدكتوراه من كلية الهندسة جامعة كيل الألمانية ونشر بحثه وقتها في إحدى دوريات مجلة نيتشر الشهيرة (nature communications) 

 

وتم تسليط الضوء على أبحاث الدكتوراه الخاصة به في مجلات محلية ألمانية كمجلة (kieler Nachrichten) 

 

وصحف عالمية كمجلة دير شبيجل الألمانية Der Spiegel والجارديان البريطانية The Guardian وغيرها من المواقع والصحف العلمية

 

شارك في قرابة ثلاثين ورقة بحثية منشورة معظمها في كبريات المجلات العلمية العالمية

 

شارك في تسجيل براءة اختراع مسجلة أوروبية وأمريكية لفلتر يستخدم لتنقية المياه من المواد النانونية.

 

حاصل على جوائز علمية تنافسية سواء في ألمانيا أو خارج ألمانيا وغيرها من الجوائز العلمية الأخرى.

 

ويختم الدكتور: "حينما أرى أولادي يتعلمون بمدارس دولية أوروبية ومن أفضل مدارس العالم، أقول لهم وأذكر نفسي:

 

والله كل ما أنتم فيه الآن من ورفاهية وحضارة وما أبيكم فيه من علم ما كان إلا بفضل الله ثم حرص وصبر أب وأم في ريف مصر لا يقرأان ولا يكتبان ضحوا بما لديهم لتعويض ما فاتهما في أولادهم".

تواصل معنا
اتصل بنا: 021-2675583 أسرة النخبة التعليمية حمّل تطبيق الأندرويد